فصل: فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة القصص:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
رُوِيت الأَحاديث الَّتي لا تُذكر إِلاَّ تنبيها على وَهْنها.
منها حديث أُبيّ: «من قرأَ طسم القصص لم يبق ملك في السموات والأَرض إِلا يشهد له يوم القيامة أَنَّه كان صادقًا أَنَّ كلَّ شيء هالك إِلاَّ وجهه».
والحديث الآخر: «مَنْ قرأَ سورة القَصَص كان له من الأَجر بعدد من صدَّق موسى وكذَّبه عشر حسنات».
وحديث علي: «يا علي من قرأَ طسم القصص أَعطاه الله من الثواب مثلَ ثواب يعقوب، وله بكلِّ آية قرأَها مدينة عند الله». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة القصص مكية، آياتها ثمان وثمانون.
مقصودها التواضع لله، المستلزم لرد الأمر كله إليه، الناشيء عن الإيمان بالآخرة، الناشيء عن الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، الثابتة بإعجاز القرآن، المظهر للخفايا على لسان من لم يتعلم علمًا قط من أحد من الخلق، المنتج لعلو المتصف به، وذلك هو المأخوذ من تسميتها بالقصص الذي حكم لأجله شعيب بعلو الكليم عليهما السلام على من ناوأه، وقمعه لمن عاداه، فكان المآل وفق ما قال. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {طسم} القصص:

السورة مكِّيّة بالاتِّفاق.
عدد آياتها ثمان وثمانون وكلماتها أَلف وأَربعمائة وواحدة.
وحروفها خمسة آلاف وثمانمائة الآيات المختلف فيها اثنتان: {طسم} {يَسْقُون}.
فواصل آياتها: لم تر وسميت سورةَ القَصَص؛ لاشتمالها عليها في قوله: {وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} أَي قصّ موسى على شُعَيب.

.مقصود السورة:

بيانُ ظلم فرعون بنى إسرائيل، وولادة موسى، ومحبة آسية له، وردّ موسى على أُمّه، وحديث القبطى، والإِسرائيلى، وهجرة موسى من مصر إِلى مَدْيَن، وسَقْيه لبنات شُعيب، واستئجار شعيب موسى، وخروج موسى من مَدْين، وظهور آثار النبوّة، واليد البيضاء، وقلب العصا، وإِمدادُ الله تعالى له بأَخيه هارون، وحيلة هامان في معارضة موسى، وإِخبار الله تعالى عمّا جرى في الطُّور، ومدح مؤمنى أَهل الكتاب، وقصّة إِهلاك القرون الماضية، ومناظرة المشركين يوم القيامة، واختيار الله تعالى ما شاءَ، وإِقامة البرهان على وجود الحق إِيّاه بالقهر، ووعد الرسول صلَّى الله عليه وسلم بالرجوع إِلى مكة، وبيان أَنَّ كلَّ ما دون الحقِّ فهو في عُرْضة الفناء والزَّوال، وأَنَّ زمام الحكم بيده تعالى في قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

.الناسخ والمنسوخ:

المنسوخ فيها آية واحدة {لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} آية السّيف. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة القصص:
323- مسألة:
قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} تقدم في سورة يوسف عليه السلام.
324- مسألة:
قوله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى} وفي يس: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى}؟.
جوابه:
أن الرجل هنا: قصد نصح موسى عليه السلام وحده لما وجده والرجل في يس: قصد من أقصا القرية نصح الرسل ونصح قومه، فكان أشد وأسرع داعية فلذلك قدم قاصدا {مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ} لأنه ظاهر صريح في قصده ذلك من أقصا المدينة.
325- مسألة:
قوله تعالى: {قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} وبقية السورة {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا}؟
جوابه:
لما تقدم هنا: {وَسَارَ بِأَهْلِهِ} ناسب {امْكُثُوا} أي: عن السير.
326- مسألة:
قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} ظاهره جواز عذابهم بما قدمت أيديهم قبل إرسال الرسل، وقد قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}؟.
جوابه:
أن جواب لولا مقدر محذوف تقديره: لولا أنا إذا عذبناهم بمعاصيهم قبل الرسل يقولون ذلك لعذبناهم بها قبل الرسالة لكن يؤخر العذاب إلى ما بعد إرسال الرسل لأن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وقوله تعالى: {لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا} أي: بعد إبراهيم كما أرسلت إلى بنى إسرائيل وفرعون، فألزمهم الحجة بقوله: أو لم يكفر الذين أرسل إليهم موسى به، وقالوا ساحران والله أعلم.
327- مسألة:
قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا} وفي حم عسق: {فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}؟.
جوابه:
أن آية القصص، تقدمها ذكر الكفار وهم المغترون بزينة الدنيا من مساكن وأموال وخدم وناسب ذلك ذكر الزينة وختمها بقوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} وآية حم تقدمها آيات نعمه على عباده المؤمنين، وهم لإيمانه بالآخرة لا يغترون بزينة الدنيا فناسب عدم الزينة، وختم الآية بقوله تعالى: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.
328- مسألة:
قوله تعالى: {إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا} الآيتين. قدم {الليل} على {النهار} وختم الأول ب {تَسْمَعُونَ} والثانية ب {تُبْصِرُونَ}؟.
جوابه:
أن الليل هو الأصل السابق على الضياء بالشمس لزواله لطلوعها. ولأن عموم منافع النهار أعظم من منافع الليل فقدم المنة بالنعمة العظمى. وقوله تعالى في الأولى: {تَسْمَعُونَ} لأن عموم المسموعات في النهار لسبب كثرة الحركات والكلام والمخاطبات والمعاش أكثر من الليل فناسب ذكر السمع. وقوله تعالى في الثانية: {تُبْصِرُونَ} لأن ظلام الليل يغشى الأبصار كلها فناسب ختمها بذكر البصر.
329- مسألة:
قوله تعالى: {وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)} وقال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}؟
جوابه:
أن ذلك في مواطن القيامة، ففي موطن يسألون وتقام الحجة عليهم، وفي موطن لا ينطقون ولايؤذن لهم فيعتذرون وقد تقدم مستوفى في الحجر. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ} أَي كمَّل أَربعين سنة.
وقيل: كَمُل عقلُه.
وقيل: خرجت لحيته.
وفى يوسف {بَلَغَ أَشُدَّهُ} فحسب؛ لأَنه أُوحى إِليه في صِباه.
قوله: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ} وفي يس: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ} قيل: اسمه خربيل مؤمن من آل فرعون، وهو النجار.
وقيل شمعون وقيل: حبيب.
وفي يس هو هو.
قوله: {مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ} يحتمل ثلاثة أَوجه.
أَحدها أَن يكون {من أَقصى المدينة} صفة لرجل، والثانى أَن يكون صلى لجاءَ.
والثالث أَن يكون صلى ليسعى.
والأَظهر في هذه السّورة أَن يكون وصفًا، وفي يس أَن يكون صلة.
وخصّت هذه السّورة بالتقديم؛ لقوله تعالى قبله: {فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلاَنِ يَقْتَتِلاَنِ} ثم قال: {وَجَاءَ رَجُلٌ} وخصّت سورة يس بقوله: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ} لِمَا جاءَ بالتفسير أَنَّه كان يعبد الله في جبل، فلمّا سمع خبر الرُّسل سعى مستعجلًا.
قوله: {سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} وفى الصافات: {مِنَ الصَّابِرِينَ} لأَنَّ ما هنا من كلام شعيب، والمعنى: ستجدنى من الصالحين في حسن العشرة، والوفاءِ بالعهد، وفي الصَّافات من كلام إِسماعيل حين قال له أَبوه {أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} فَأَجاب {قَالَ ياأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} أَي على الذبح.
قوله: {رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ} وبعده: {مَن جَاءَ} بغير باءٍ.
الأَوّل هو الوجه؛ لأَن {أَعلم} هذا فيه معنى الفعل، ومعنى الفعل لا يعمل في المفعول به، فزيد بعده باء؛ تقويةً للعمل.
وخُصَّ الأَوّل بالأَصل، ثم حذف من الآخر الباءُ؛ اكتفاءً بدلالة الأَول عليه.
ومحلُّهُ نصب بفعل آخر، أَي يعلم مَن جاءَ بالهدى.
ولم يقتض تغييرًا، كما قلنا في الأَنعام؛ لأَنَّ دلالة الأَول قام مقام التغيير.
وخصّ الثانى؛ لأَنه فرع.
قوله: {لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى اله مُوسَى} وفي المؤْمن {لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} لأَن قوله: {أَطَّلِعُ إِلَى اله مُوسَى} في هذه السّورة خبر لعلَّ، وفي المؤْمن عطف على خبر {أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} وجعل قوله: {أَبْلُغُ الأَسْبَابَ} خبر لعلَّ، ثم أَبدل منه {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ} وانما زاد ليقع في مقابلة قوله: {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ} لأَنه زعم أَنَّه إِله الأَرض، فقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرِي} أَي في الأَرض؛ أَلا ترى أَنَّه قال: {فَأَطَّلِعَ إِلَى اله مُوسَى} فجاءَ في كلِّ سورة على ما اقتضاه ما قبله.
قوله: {وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} وفي المؤْمن {كَاذِبًا} لأَن التقدير في هذه السورة: وإنى لأَظنه كاذبا من الكاذبين، فزيد {مِنَ الْكَاذِبِينَ} لرءُوس الآى، ثم أَضمر {كاذبًا}؛ لدلالة {الكاذبين} عليه.
وفى المؤْمن جاءَ على الأَصل، ولم يكن فيه موجب تغيير.
قوله: {وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ} بالواو، وفي الشورى {فَمَآ أُوتِيتُم مِّن} بالفاءِ؛ لأَنه لم يتعلق في هذه السّورة بما قبله أَشدّ تعلَّق، فاقتُصر على الواو؛ لعطف جملة على جملة، وتعلَّق في الشُّورى بما قبلها أَشدّ تعلق؛ لأَنَّه عقَّب ما لهم من المخافة بما أُوتوه من الأَمَنة، والفاء حرف التّعقيب.
قوله: {وَزِيْنَتُهَا} وفي الشُّورى {فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَّا} فحسب؛ لأَنَّ في هذه السُّورة ذكر جميع ما بسط من الرزق، وأَعراض الدّنيا، كلِّها مستوعبة بهذين اللفظين.
فالمتاع: ما لا غِنى عنه في الحياة: من المأَكول، والمشروب، والملبوس، والمسكن، والمنكوح.
والزينة: ماي يتجمَّل به الإِنسانُ، والأَطعمة الملبَّقة.
وأَمّا في الشورى فلم يقصد الاستيعاب، بل ما هو مطلوبهم في تلك الحالة: والأَمْن في الحياة، فلم يحتج إلى ذكر الزينة.
قوله: {إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْلَّيْلَ سَرْمَدًا} وبعده {إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا} قَدَّم اللَّيل على النهار لأَنَّ ذهاب اللَّيل بطلوع الشَّمس أَكثر فائدة من ذهاب النَّهار بدخول اللَّيل، ثم ختم الآية الأُولى بقوله: {أَفَلاَ تَسْمَعُوْنَ} بناءً على اللَّيل، وختم الأُخرى بقوله: {أَفَلاَ تَبْصِرُوْنَ} بناءً على النهار، والنَّهار مُبصرة.
قوله: {وَيْكَأَنَّ} {وَيْكَأَنَّهُ} ليس بتكرار؛ لأَنَّ كل واحد منهما متصل بغير ما اتَّل به الآخر.
قال ابن عبّاس: وَىْ صلة وإِليه ذهب سيبويه، فقال: وَىْ: كلمة يستعملفها النَّادم بإِظهار ندامته وهى مفصولة من {كَأَنَّهُ}.
وقال الأَخفش: أَصله وَيْكَ {وَأَنَّ} بعده منصوب بإِضمار العِلْم، أَي أَعلم أَنَّ الله.... وقال بعضهم أَصله: ويلك وفيه ضعف.
وقال الضَّحّاك: الياءُ والكاف صلة، وتقديره وأَنَّ الله وهذا كلام مزيَّف. اهـ.